جرى بين الناس تسمية السن الذي تنقطع فيه الدورة سن اليأس، وهو مسمى يثير القلق والانزعاج، لتأثيره السلبي على من يصلن إلى هذه السن، وإنما أطلقت كلمة اليأس لتعني انقطاع القدرة على الإنجاب. ولو كانت قيمة المرأة تقاس بالإنجاب لما كانت معظم أمهات المؤمنين محرومات من الإنجاب.
إن سنّ انقطاع الطمث هو سن اكتمال الحكمة، ونضج التجربة، وبفضل الله الذي وفّر الرعاية الصحية، أصبح السن المتوقع للحياة يصل إلى الثمانين، أي أن النساء يقضين أكثر من ثلث العمر بعد انقطاع الطمث، ولذا يجب عليهن التحرر من الشعور باليأس، وعدم الجدوى، بل والاستفادة من تخلصهن من العملية الإنجابية، وانقطاع الطمث في الانطلاق إلى العمل العام، والنشاط الاجتماعي المفيد لهن، وللمجتمع.
مما يؤثر على نفسية المرأة عند سن انقطاع الطمث، تعرضهن للهبات الساخنة، وتعرف شعبياً بــ: البوخ، وهي نوبات حرارية يتعرض لها جسم المرأة تسبب لهن بـــ:
- الإرهاق
- صعوبة التكيف مع الحرارة
- الشعور بالقلق
- عدم القدرة على المبادرة
- البعد عن العلاقات الاجتماعية
وهذه مسألة يسهل علاجها، ويمكن للسيدات بسهولة أن يستشرن أطباء النساء، ويتعاطين أنواعا مناسبة من العلاجات، ويستطيع الطبيب بعد مراجعة تاريخ المرأة أن يساعدها في اختيار العلاج المناسب، وتحديد السن المناسب للاستمرار فيه.
مع تقدم العمر قد ينشأ لدى المرأة جفاف في الأعضاء البولية، والتناسلية، ويظهر هذا على شكل صعوبات في العلاقة الزوجية، وحرقة في الأعضاء التناسلية، والبولية، وصعوبات في المشي، وعلاج هذه المسألة سهل، مهما كان عمر المرأة، وذلك عن طريق تعاطي كريمات موضعية تعوض المنطقة المصابة عن الهرمونات الناقصة، وتعيد الأمر إلى الحالة الصحيحة، وهذا النوع من الكريمات آمن جدا.
مع الوقت يجب أن تستمر المرأة في الرياضة، والتغذية السليمة التي تحتوي على الكالسيوم، وفيتامين دال، وأن تراجع طبيبها؛ لكي تعرف السن المناسبة التي يجب أن تبدأ عندها الفحوصات؛ لكي تعرف كيف تتفادى حدوث حالات وهن العظام، وقد يستدعى هذا تناول علاجات لبناء العظام، وحمايتها من التكسر.
وخلاصة القول إن فترة الحياة بعد انقطاع الدورة هي فترة الإنتاج، والعمل، وإن الإشكاليات الصحية المتعلقة بها يمكن التعامل معها بشكل لا يضر، بل يحفظ للمرأة نشاطها، وتوهجها، وصحتها.