منذ عام الـ 2000 م ومع بداية انطلاق الانترنت كشبكه اتصال عالمية والتي من خصائصها سرعة الانتشار وسرعة الوصول ومستحدثاتها التقنية من برامج تتطور باستمرار وتقدم كل ما هو يتميز بالجمال والإبداع والتواصل. وكان هذا الزمن هو ميلاد جيل بأكمله يطلق عليه ” الجيل الرقمي ” في ضل وجود الجيل ما قبل الانترنت والتي يطلق عليهم ” المهاجرين “، وفرت لهم هذه الشبكة العالمية بيئة تسمى بيئة الفضاء السيبراني وهي بيئة كاي بيئة يتواجد بها الانسان يوثر ويتأثر بالتفاعل والتكيف بها والتي بدورها شكلت شخصية يطلق عليها ” الشخصية السيبرانية ” ولكل شخصية ذات تكون مفهومها التي تعكس تصرفات ومشاعر “هذا الانسان السيبراني او الرقمي بلغتنا العربية “.
في مفهوم الاتصال البسيط لكل مرسل مستقبل يتوسطها رسالة كانت بداياتها نصية حتى مرت بمراحل تطور صوتية ومن ثم وسائط حتى استقرت لعهدنا هذا الى صناعة المحتوى الشخصي بتواصل متزامن وغير متزامن , و البثوث المباشرة معلنه بذلك عن ظهور اعلام جديد يسمى بالإعلام الرقمي أبطاله اما افراد او جهات إعلامية استفادت من ما تقدمة برامج التواصل الاجتماعي من الوصول بين ملايين المستخدمين عبر الهواتف الذكية وبشكل فردي وحصري للمتلقي مما أدى الى وجود تحدي كبير في التصدي لظواهر تربوية ونفسية واجتماعية.
أحد هذه الظواهر هي ” عدم الرضا بصورة الجسم “
وتعتبر صورة الجسم مكون مهم من مكونات الشخصية السليمة حيث تؤثر صورة الجسم في تقدير الفرد لذاته، وبالتالي في مفهومه عن ذاته، كما أن اتجاه الفرد نحو صورة جسمه يؤثر على سلوكه وبالتالي يؤثر على تفاعله مع الآخرين. في هذه الحالة إما يتخذ الفرد سلوك التفاعل ومشاركة الآخرين وبالتالي يبدأ بالاهتمام بمظهره والمحافظة عليه، مما يزيد من تقدير الفرد لذاته. أما إذا انخفضت صورة الجسم لدى الفرد فسيقل تفاعله مع الآخرين ويبدأ في الابتعاد عن المواقف الاجتماعية التي تسبب له شعور بعدم الراحة وبالتالي يزيد إحساسه السلبي نحو صورة الجسم لديه
وبمان ان صورة الجسم أحد مكونات الشخصية فهي منعكسة من ذات مشكلة لهذه الشخصية تسمى صورة الذات وتعني نظرة الفرد لنفسه وما يستخلصه من ذلك مقارنة بالآخرين من حيث الشكل، والمظهر العام والسلوك. ومن هذه الصورة يتكون الانطباع العام عن مفهوم الذات، سلبياً كان أم إيجابيا. وغالباً ما تؤدي صورة الذات السلبية إلى تقدير ضعيف للذات.
توصل أحد المتخصصين بعلم النفس إلى وجود ثلاث مكونات لمفهوم صورة الجسم وهم:
- المكون الإدراكي Perceptual Component: ” ” كيف تدرك نفسك”
- المكون الذاتي Subjective Component: ويركز على عدد من الموضوعات مثل الرضا والانشغال أو الاهتمام والقلق بشأن صورة الجسم.
- المكون السلوكي Behavioral Component: ويعكس تجنب المواقف التي تسبب للفرد عدم الراحة أو التعب أو المضايقة التي ترتبط بالمظهر الجسمي.
واعيد التركيز بان ذاتنا وشخصيتنا السيبرانية توثر بشكل سلبي او إيجابي على ذاتنا وشخصيتنا في الحياة الواقعية بل وتوثر على مفهوم ذواتنا الواقعية ومن هنا تبدأ التصرفات الغير متكيفة استجابة لمشاعر غير راضية او قلقة او مكتئبة تطفو في وجداننا بسبب التأثير.
فوسائل الاعلام الرقمي تلعب دوراً مهما وقوياً في التأثير على صورة الجسم لدى الرجال والنساء، حيث تؤدي إلى قيام الأفراد من الجنسين بالمقارنة الاجتماعية بين صورة الجسم التي تعرض عبر وسائل الإعلام الرقمي وبين صورة الجسم في الواقع الذي يعيشون فيه. كما تؤثر وسائل الإعلام الرقمي في معتقدات صورة الجسم لدى الذكور بطريقة مختلفة عن تأثيرها في معتقدات صورة الجسم لدى الإناث، في رسم صورة نمطية معينة لكلا الجنسين وهنا مكمن مهددات الترابط الاسري بحيث ان الزوج يكون صورة نمطية للأنثى توثر في تعبيراته تجاه زوجته كمقارنة والتي بدورها تؤثر على مشاعر الزوجة وتعكس بدايات بذور عدم الرضاء عن صورة الجسم وهو ما يسمى بتقييم الاخرين للذات لكن هذا التقييم اتى من تقييم ذات سيبرانية لذات واقعية مشكلة في الزوجة شخصية مضطربة باحثه عن الكمال، وتنطلق رحلة متابعة صانعي محتوى عمليات التجميل وتطبق هذه العمليات واقعيا لكن بشكل وسواس قهري لا يصل الى رضا بسبب التشوه الذي حدث في الذات الواقعية ومشكلة في الزوج هوس البحث عن الجمال فيدمن التنقل بين بيئات التواصل الاجتماعي بحثاً عن متعه الجمال.
فكلاهما لم يستقر عند حد عقلاني! فتبدا معهم رحلة العلاج النفسي بسبب مشاعر القلق والاكتئاب.
ونظراً لأهمية أثر وسائل الإعلام الرقمي ودورها في التأثير على صورة الجسم وخصوصاً لدى المراهقات.
حيث أظهرت نتائج دراسة عدم وجود علاقة ارتباطيه دالة إحصائيا بين السن والرضا عن صورة الجسم، أي جميع الاعمار تتأثر الرقمي منهم والمهاجر المراهق والبالغ ومن هنا بداء سلوك التخفي خلف فلاتر التجميل التي توفرها بعض مواقع التواصل المرئية بحيث أصبح الظهور بالصورة الحقيقة شبه نادر في كثير من الأحيان
بل ان هناك منظمات حقوقية طالبت بعض المشاهير بالظهور بدون فلاتر وذلك لمعالجة ظاهر عدم الرضا بصورة الجسم في المجتمعات الغربية التي أوصلت بعض منهم لمحاولات الانتحار.
فالصراع هنا بين شخصيتين أحدهم سيبرانية والأخرى واقعية، فوجبت التوعية بشكل واسع لتجنب الانزلاق خلف رغبات هذه الشخصية السيبرانية ومفهومها لذاتها وبين ما نحن عليه في الأصل من شخصية وذات لها مفهومها، نتقبلها ونحترمها ونقدرها لإنها هي التي تدوم اما الشخصية السيبرانية فظهورها محدد فقط بوقت، بأجمل حله تنكرية ونعلم بذلك ولكن نمارس حيلة الانكار لنقنع أنفسنا وندركها اننا فعلا كذلك وفي الحقيقة ” انت مجرد فلتر”.
ان عامل المقارنة يولد سلوكا قهريا لدى المراهقين والبالغين أيضاً بسبب ما يتعرضون له من نماذج اشخاص كاذبة وموقته تعرض في مواقع التواصل الاجتماعي لا يفق عند حد، لكن الأثر ينتقل لواقعهم الفعلي ويعيشون حياة كئيبة بسبب عدم الرضى وعدم الوصول للاكتفاء بصوره جسم مرضيه لهم وهو يعكس تشوه مدركات أي خلل بين ماهي عليه صوره ذواتهم في الحقيقة والصورة المثالية التي يطمحون لها المرسومة في مخيلتهم.
كن انت جدار الحماية المنيع لصوره جسمك وثق بنفسك الجمال نسبي ملامح الوجه العيون الانف الفم والأجسام تركيبتها البيولوجية تختلف الطول الوزن كتله العظم خلقها الله بهذه الصورة .
لاتكن تابع لكل ما يعرض ويقال استخدم التفكير النقدي لما يعرض لماذا؟ وكيف؟ وهل؟ سوف تجد الهدف هو اما لربح مادي بحت وما يعرض عملية تسويق او لكسب مشاهدات او لزعزعة ثقة في نفسك كحرب نفسيه تجاه صحة الفرد النفسية التي ينتقل أثرها لصحة المجتمع الذي تعيش فيه بمختلف بيئاته الواقعية بشكل عام!